المركز ينظم ندوة بعنوان: "التحول السياسي في السنغال.. السياق الداخلي والتأثيرات الخارجية"
نظم المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية، مساء أمس الأحد 31 مارس، ندوة حول التحول السياسي في السنغال، مسلطًا الضوء على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين موريتانيا والسنغال والتطورات الديمقراطية الأخيرة في المنطقة.
مدير المركز، الأستاذ صبحي ودادي، قال أن الندوة جزء من الوعي بالتأثيرات المتبادلة بين موريتانيا والسنغال. وأشار إلى أن الانتخابات الأخيرة في السنغال تميزت بظهور مشروع سياسي جديد يقوده شباب من الطبقة الوسطى، مما يشير إلى تحول سياسي واجتماعي عميق.
وأضاف المدير أن هذا التحول لم يكن عشوائيًا بل جاء نتيجة عوامل موضوعية مثل تطور الديمقراطية، وسيادة حكم القانون، ووجود مؤسسات حقيقية ومستقلة في السنغال.
وأكد أن الثقافة السياسية السنغالية تفضل المصلحة العامة على الانتماءات القبلية أو المناطقية، وهو ما ساهم في التغيير السياسي الأخير.
متحدثو الندوة الرئيسيون بسطوا جملة من المعطيات وتعرضوا لها بالتحليل،حيث تحدث الأستاذ إسماعيل ولد الشيخ سيديا عن دور الجيش السنغالي في الحفاظ على الاستقرار السياسي، مشيرًا إلى ابتعاده عن السياسة وتركيزه على الدفاع عن البلاد، واعتبر الأستاذ اسماعيل إنما حدث في الانتخابات الأخيرة "ثورة ديموغرافية"، حيث تمكن الشباب من 18 سنة فما فوق قليلا من إحداث قطيعة مع الطبقة السيساية التقليدية بانحيازهم لمشروع سونغو ورفاقه "الثوريين".
بدوره، أكد الصحفي محمد عمر جوب أن الأحداث الجارية في السنغال تمثل ثورة حقيقية على عدة مستويات، مشيرًا إلى أن التحليل السطحي قد يفوت العمق الحقيقي للتغييرات الجارية.
واعتبر الأستاذ عمر جوب أن الائتلاف الرئاسي خسر الانتخابات بسبب عناد الرئيس وتأخر اختيار المرشح، مما أدى إلى عدم كفاية الوقت للتعرف على الأرضية السياسية.
واعتبر جوب أن الثورة لا تقتصر على الشباب فحسب، بل تشمل أيضًا موظفي الخدمة المدنية الذين يدعمون حزب PASTEF، مشيرًا إلى أن عثمان سونكو استفاد من دعم هذه الفئة بشكل كبير.
وأشار جوب إلى وجود صراع أجيال يظهر في السنغال، معتبرا أن الشخصية التي اختارها الرئيس ماكي سال لم تكن جريئة بما يكفي لتحمل المسؤولية عندما واجهت مشاكل داخل الائتلاف.
الندوة عرفت مداخلات عدة ونقاشا مستفيضا، تعرض للعلاقات الموريتانية السنغالية، وعمقها وارتباطاتها المختلفة، وعلى مستوى الآفاق اعتبرت معظم المداخلات أن التحدي الحالي للقادة الشباب في السنغال هو الجمع بين الاعتراف السياسي والوفاء للبرنامج السياسي الذي قدموه، مع التعامل مع الواقع الداخلي والخارجي للحكم، وإكراهاتهم.
وشهدت الندوة حضورًا متميزًا من قبل أكاديميين، وسياسيين، ومهتمين.