تخلّف الأوبئة، المتعاقبة على مر التاريخ، وراءها خسائر بشرية وخرابا عمرانيا وأثرا لا يمّحي على مسار التاريخ ومصائر الأمم. ومن المسلم به أنه لا تمكن مقارنة الأوبئة القديمة التي كانت تفتك بعشرات الملايين بالأوبئة الحديثة التي مكّن التطور الصحي والتكنولوجي من الحد من فتكها؛ إلا أن هناك شيئا مشتركا وهو التداعيات الاقتصادية والاجتماعية.
ولا يختلف وباء مرض الفيروس الجديد من عائلة كورونا (كوفيد 19) عن غيره من الأوبئة. فرغم أنه أقل فتكا، حتى من أوبئة حدثت قبل سنوات قليلة كالإيبولا والسارس وميرس، إلا أنه الأسرع انتشارا، ورغم تقدم العالم إلا أن الوباء أو الجائحة فرضت الإغلاق العام وشلّت الحركة الاقتصادية في انتظار ابتكار لقاح له.
]]>
محمد ودادي
جاء فيروس كورونا المسبب لجائحة كوفيد-19 ليصب الزيت على النار المشتعلة في منظومة دولية انتهت مدة صلاحيتها منذ مدة، بين قطب كان مهيمنا (أمريكا) وأقطاب قوية لم تعد تقبل قيادة أمريكا للعالم، بدأت مظاهر هذا الصراع تتفاقم تحت عناوين مختلفة، الصراع على مرجعية الدولار، الصراع على الملكية الفكرية، الصراع على من يدير الإنترنت، الصراع على الهيمنة على الأمم المتحدة، الصراع على مناطق النفوذ في العالم...، بل وبدأت نذر صراع عسكري في الأفق بين أمريكا والصين، لينتقل العالم من حالة النظام المستقر إلى اللانظام، في وقت يتشابك فيه العالم بفعل عولمة الاقتصاد مما يعقد الوضع.
ورغم أن تاريخ الأوبئة يكشف عن تأثيرها الصحي العادي والمحدود زمنيا، إلا أن التاريخ لا يمكنه أن يفيدنا بشيء في تأثيراتها الاقتصادية في عالم لا يمكن فيه بحال تطبيق "التباعد الاقتصادي"، فالانقطاع في وتيرة الإنتاج لم يعد يؤثر على المنتِج ولا على بلده فحسب بل أصبح تأثيره وبائيا وعلى امتداد العالم. وتراجع النمو في بلد ما أصبح يجر بذيله على بقية الأمم، فخطوط الإنتاج تتوزع عناصرها ومكوناتها بين قارات العالم الخمس، والصناعات التركيبية هي سمة هذا العصر وكل مكون منها يصنع في بلد أو قارة مختلفة.
]]>
ويأتي هذا الحوار بعد خمس سنوات من الحوار الذي انطلق في سبتمبر 2011 وتوصل لجملة من التعديلات الكبيرة على الدستور والقوانين المنظمة للشأن السياسي والمنظومة الإدارية المتصلة به، أقرت في مؤتمر برلماني انعقد خلال شهري يناير و فبراير 2012.
]]>الملخص
تعتبر موريتانيا من ضمن دول القارة الإفريقية التي تعاني بحدة من مشاكل الهجرة، لحساسية موقعها الجغرافي، و هشاشة الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية فيها.كما أنها ليست دولة مرسلة فقط للمهاجرين، وإنما هي دولة عبور واستقبال، وهذه الوضعية ربما تكون خاصية موريتانية من بين أغلبية دول القارة الأفريقية الأخرى .
والملاحظ أن الحكومة الموريتانية تعمل جاهدة من أجل تبني وإنجاح سياسة موحدة وفعالة فيما يخص ملفات الهجرة، لكن ذلك ليس بالأمر الهين. والسبب راجع طبعا لعدة عوامل اقتصادية وديموغرافية واجتماعية وسياسية عديدة. ورغم ذلك فموريتانيا سنت العديد من القوانين والمراسيم المنظمة للهجرة الداخلة والخارجة من أراضيها، وتبنت العديد من البرامج الرسمية بل وشجعت البرامج غير الحكومية في إطار الجهود الأممية والبرامج الإنمائية. والأكثر من ذلك أنها صادقت على العديد من الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف. وأنشأت وزارة منتدبة خاصة بالموريتانيين في المهجر، وذلك سابقة جديدة في المنظومة الوزارية الموريتانية. والأمل معقود من طرف السلطات على إنجاح الجهود المبذولة حاليا ومستقبلا، رغم أن الطريق ليس مفروشا دائما بالورود !!!
]]>"موريتانيا – الهوية القلقة : رؤية استراتيجية لمستقبل التعايش"
ورقة بحثية قدمها الدكتور البكاي ولد عبد المالك للمشاركة بها في ندوة مناقشة كتاب "اللغة العربية و الهوية في موريتانيا " التي نظمها المركز يوم السبت 8-8-2015 بفندق إيمان بالعاصة انواكشوط.
في ظل اشتداد المشاكلة الميتافيزيقية للكوكب وتأثير العولمة الثقافية خاصة وما نجم عنه من تفتيت لوحدة الدولة القومية ودك "حصونها" ثقافيا بالقضاء على الثقافة الأصلية أو المهيمنة وإفساح المجال للثقافات الفرعية ، وفي ظل تفجر الدعاوى المطالبة بالانفصال وإعادة موضعة الجماعات ضمن حدود جديدة تتنكر للتاريخ ولا تعترف بالجغرافيا ، تبدو الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإعادة التفكير في مفهوم الهوية ومراجعة موقفنا من ذاتنا ومن الآخر من حولنا في ضوء المعطيات الجديدة والخريطة الجديدة للعالم التي باتت تتشكل في كل لحظة لكي نحافظ على كياننا من الزوال وأن نساهم في ذات الوقت في صناعة التغيير الذي يناسبنا من موقع الفعل لا من موقع رد الفعل . فهل نحن قادرون على صناعة التغيير الذي يناسبنا ؟
]]>
حمَلَت النجاحات المتوالية للثورات العربية الراهنة الأمل للشعوب العربية بالتحرر من قيود الاستبداد والتخلف والتبعية.. وقد تعزز هذا الأمل بالنتيجة التي آلت إليها هذه الثورات وما انبثق عنها من انتخابات أفرزت مجالس تأسيسية لكتابة "عقدها الاجتماعي" بصورة ديمقراطية لأول مرة في تاريخها.
]]>