ندوة لنقاش كتاب الطوارق.. من الهوية إلى القضية

altيثير التطور الكبير الذي شهدته القضية الأزواد في مطلع العام 2012، قضايا إشكالية، بشأن عمق الأزمة الراهنة في دولة مالي وجذورها، وأبعادها الدولية والإقليمية، وتداعياتها على الشأن الموريتاني.

وسعيا من المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية للمساهمة في نقاش القضايا الساخنة في المنطقة، وخصوصا  منها تلك التي لها نقاط تماس مع الشأن الموريتاني بما يفيد الوطن ويخدم الأمة فقد نظم ندوة لنقاش إصداره الجديد الطوارق.. من الهوية إلى القضية.

 

أزواد أمة وقضية ووطن

الأكاديمي الأزوادي الأستاذ يحي عثمان الأنصاري كان أحد المحاضرين الرئيسيين في الندوة، وقد جاء في حديثه أن الشعب الأزوادي "أمة وقضية ووطن.. أمة سادت، وقادت نفسها، حتى جاءها الغازون، فقطعوا ارتباطها بالدولة الإسلامية"، مضيفا أن المقاومة الشرسة التي تعرض لها الإحتلال الفرنسي في مالي من طرف الشعب الأزوادي شكلت لدى الفرنسيين نقمة على الشعب الطارقي، وجعلتهم يسعون للانتقام منه بجعله تابعا "لما يسمى بدولة مالي" وفق تعبيره.. تلك دولة التي حكمتها "مافيا ماركسية" كما يقول الأنصاري، صبت على الشعب الأزوادي أصناف التعذيب والتنكيل، مما دفعه إلى ثورة 1962 التي كانت ثورة عفوية لم يحضر لها، بيد أن أطرافا غادرة أجهضتها سنة 1963.

وبخصوص الموقف من "الجماعات الإسلامية" يؤكد يحي عثمان أن الحركات الأزوادية تنطلق من مرجعية إسلامية ومن الإذعان لأحكام الدين الإسلامي، بيد أن "الجماعات الإسلامية" لا يمكن التعايش معها، فهي التي بدأت بقتال الأزوادي وحمت ظهر الجيش المالي.

 

عن العلاقات الموريتانية الأزوادية

altالمؤرخ والدبلوماسي الأستاذ محمد محمود ولد ودادي أبرز في حديثه جوانب العلاقة والارتباط بين الشعبين الأزوادي الموريتاني، مؤكدا أن "موريتانيا وأزواد صنوان"، وأن العلاقة الفكرية والثقافية والاجتماعية ظلت نشطة بين الشعبين، مضيفا أن أغلب الأزواديين تعود أصولهم إلى حسان، وأن غالبية منهم تلتقي مع الموريتانيا في النسب.
الإعلامي الكبير د.عبد الله ممدو با أثار في مداخلته الجدل حول المعلومة التي وردت في كتاب "الطوارق من الهوية إلى القضية" بشأن حصول قائد العربية الأزوادية الأستاذ أحمد ولد سيد محمد على الجنسية الموريتانية، مستغربا أن يكون موريتاني يقود حركة مسلحة في بلد مجاور، معتبرا أن ذلك يثير تساؤلا قانونيا.

بدوره اعتبر الإعلامي الكبير محمد محمود ولد أبو المعالي في مداخلته أنه من الطبيعي لشخص مشرد، ولم يحصل على حقوق مواطنته في بلده الأصلي، أن يبحث عن الجنسية في بلد آخر، نافيا أن يكون للقضية أي أبعاد أخرى.

 

آفاق الحل

الباحث والدبلوماسي الدكتور محمد الأمين ولد الكتاب تطرق في حديثه لسيناريوهات الحل، مبرزا لها في ثلاث سيناريوهات رئيسية: الأول: هو الاستقلال، وهو حسب رأيه مرفوض لدول الجوار والعالم، والثاني: هو قيام حكم ديمقراطي بمالي يهدف إلى خلق مشهد وطني جديد يكفل الحريات الاجتماعية والسياسية والثقافية، والثالث: هو إعادة دولة مالي النظر بجموع أمورها وإنشاء أقاليم إدارية تتمتع بالاستقلال الذاتي.

المفكر الإسلامي الأستاذ محمد جميل ولد منصور أكد في مداخلته على مسألتين: أولهما: هي أن القضية الأزوادية تتناول من بعدين: بعد تشخيص المشكل بكل جوانبه وهو أمر ضروري من أجل الحل، وبعد رسم الحلول، وهو أمر ينبغي أن يبتعد عنه السياسيون بحكم تموقعاتهم، وأن يتركوا الخوض فيه للمفكرين ولأصحاب القضية. والمسألة الثانية التي نبه عليها ولد منصور، هي أنه من المفارقات الغريبة أن أنصار قضية الزنوج في موريتانيا يتجاهلون القضية الأزوادية ويبررون الظلم الواقع على أصحابها، وأنصار القضية الأزوادية يتجاهلون القضية الزنجية، مبررين الظلم الواقع على أصحابها كذلك، مؤكد أنه ليس هناك تفسير لذلك سوى الانحياز العرقي. 

 

البحث

آخر الإصدارات

إعلان

المركز على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox

وحدات المركز

وحدات